( هذه الخاطرة كتبت قبل ظهور نتيجة فرز الأصوات في دائرتي )
كان ذلك اليوم هو يوم امتحان الباطنة العامة لنهاية الراوند وقررنا النزول ليلا لقضاء بعض الوقت بعيدا عن جو الكلية الخانق و سعيا الى قليل من الترفيه عن النفس و مر بي موقفان في هذه الليلة
أثناء مروري في الشارع الذي أقطن به ألقيت السلام على عم سامي صاحب محل الفول عند قمة الشارع ورد علي قائلا الثورة مستمرة قلت له ان شاء الله وابتسمت ( وعم سامي صديقي ألتقيت به من عدة أيام بصحبة بعض الزملاء و رأيناه يعلق لافتة لحزب النور وسألناه متي انضم للسلفيين فقال أنا مش سلفي أمال أنت ايه قال أنا أي حاجة فقلنا له يا ريت تنتخب الثورة مستمرة قال اللي فيهم مينا قلنا له آه شباب الثورة وناس محترمة فقال حاضر ان شاء الله )
هذا يعطي انطباعا عن طائفة ليست بالقليلة من هذا الشعب اذ أغلبه يفتقد الوعي الانتخابي فلا يعرف الا ما يظهر أمامه ولديه استعداد للتعلم والفهم و بسرعة للغاية و أحيانا للأقتناع التام كأنه كان من أصحاب الفكرة
وأنا مع الأصدقاء في شارع سعيد قدم الينا شاب يكبرنا بعدة سنوات ووزع علينا أوراق فقلنا له نحن في أيام الصمت الانتخابي قال لنا دي ورقة توعية بالانتخابات ودور مجلس الشعب و تركنا ليوزع ثم عاد الينا مرة ثانية فسألته هتدي صوتك لمين قالي أنا ماليش صوت فأدركت أنه ضابط فقلت شرطة ولا جيش قال جيش قلتله و لو كان ليك صوت كنت هتديه لمين قال أنا شايف أن حصول أي جهة علي أغلبية 80 في المية مثلن هيرجع تاني الحزب الوطني لازم نعمل توازن يعني لو قدامي واحد من الأغلبية كفء وواحد تاني من برا الأغلبية وكفء برده هختار التاني عشان التوازن
بغض النظر عن الاقتناع بكلامه من عدمه كنت أنظر اليه نظرة اعجاب ممزوجة بالتقدير فهو ضابط ويعود طنطا في أجازات قصيرة و بدلا من أن يستغلها في الراحة أو مع الأحباب ينزل الي الشارع في الليل والبرودة ليوزع أوراق عن الوعي الانتخابي , هذا لاشك دليل علي ايمان شديد بفكرة مهما كانت و تضحية بوقت أو جهد في سبيلها
أعتقد مازال هناك أمل في غد أفضل ولكن بتوحد الطاقات والمساعي الحميدة الهادفة والبعد عن الاختلاف الذي لا يزيد الأمة الا شتاتا و كما قال المصطفي عليه الصلاة والسلام ( الخير في وفي أمتي الى يوم القيامة )