كلمة ( انسان ) مشتقة من الأنس فهي اسم و فعل
فلا يمكن أن يعيش انسان وحيدا منفردا و حوله من البشر المئات دون ان يختلط و يحتك بمن حوله و يكتسب منهم الخبرات و يفيدهم أيضا ... تلك هي الحياة
ومن المنطقي جدا أن يجد كل انسان مساحات مشتركة مع أصدقائه و أحبابه يشاركم فيها و يشاركوه و لكن هل فكرت أن تجد مساحة مشتركة مع ممن تكره أو تعادي ؟؟؟؟
هو بالطبع سؤال غريب و قد يبدو ساذجا فأني للأنسان بمثل هذه المساحات مع من يكره أو يعادي ؟؟؟ و لماذا يوجد مثل هذه من الأساس و لم يسعي انسان لمثل هذا ؟؟؟ بل و من هذا الانسان غير الطبيعي الذي يبحث عنها مع أعدائه و مع من يختلف معهم ؟؟
فقط سأذكر مثالين للنبي المختار محمد صلوات الله و سلامه عليه مع أهل الكتاب و مع المشركين
الموقف الأول :
في عام الوفود أرسل النبي رسالة لملك الروم هرقل يدعوه للاسلام و انظر الى فطنته كيف استطاع أن يوجد معه المساحة المشتركة فقال له قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ
هذه الآية الكريمة وضحت عدة مناطق مشتركة بين المسلمين و أهل الكتاب
الموقف الثاني :
قبل بعثة النبي كان العاص بن وائل أحد أشراف قريش قد أخد مالا من تاجر يمني
و ابي عليه السداد و ظل التاجر يستعطف أشراف مكة ليعيدوا اليه ماله فاجتمع قادة قريش في دار الندوة واتفقوا علي حلف الفضول و هو حلف من ظلم يردون اليه حقه و قد شهده النبي و بعد الاسلام امتدح النبي هذا العمل و قال ( لو دعتني قريش لحلف الفضول لأجبت )
فالنبي لم يكن رافضا لهم في كل شيء بل وجد فيهم بعض الخير متماشيا مع أخلاق الاسلام فاستفاد منه لصنع هذا التداخل
فهل تستطيع أن تجد مثل هذه المساحات مع كل من حولك ؟؟؟؟