- ما تيجي نطلع نشيت حالات باطنة
- لييه هوا احنا عندنا حالة بكرة ؟
- لا عشان نتدرب قبل الامتحان
- يا عم كدا كدا الحالات كلها بروفشنال و هتملينا الشيت كله
- بردو يا سيدي الأمر ميسلمش
- لا تقلق يا عزيزي كل الحالات هتبقي كده و طالما ( هتدفع المعلوم ) هيديك شيت لوز اللوز
حوار روتيني تقليدي بين طالبين في كلية طب طنطا في السنة الخامسة , تلك السنة التي يحتك فيها الطلاب احتكاك مباشر بالمرضي في العنابر ولكن شتان بين ما يحدث في الراوند و ما يحدث في يوم الامتحان الاكلينيكي
ففي ذلك اليوم الذي يسميه البعض ( اليوم المشهود ) يمتحن الطالب علي 3 حالات اكلينيكية و بعدها يناقش الحالات مع الدكتور المختص بوضع الدرجة , و طبعا الحالات كلها أول مرة تراها في ذلك اليوم فهم جائوا في أتوبيس خاص للامتحان و بعده يغادرون و يعودون في اليوم التالي مع الجروب التالي من الطلاب وهكذا , وطبعا قد يتعرض طالب لحالات لم يراها من قبل ولكن لا حرج ولا قلق فالمريض البروفشنال سيقوم بالواجب و وزيادة حبتين
في بداية اللجنة تتفاوض معه على الأتعاب ثم يبدأ في املاء حضرتك شيت ( كما ينبغي أن يكون ) و أنت جالس أمامه كالكاتب لا كطبيب و لا ينس أن يعطيك بعض أسئلة الشفوي الشهيرة من بعض الأساتذة علي سبيل المساعدة الي أن يأتي الأستاذ و يشرع في اختبارك
و يتم تحديد رقم كحد أقصي للطلاب حتي لا يقوم المرضي البروفشنال باستغلال سذاجتهم و احتياجهم لمجرد الدرجة في التقدير العام
ولك أن تتخيل طالبة علي قدر من الرقة والذوق و من أسرة ميسورة الحال دخلت لمريض و بدون أن يتكلم أخرجت من حقيبتها ورقة ذات فئة المائتي جنيه و أعطتها له مع أن المبلغ المتفق عليه بين الطلاب لا يتجاوز ربع هذا المبلغ و لكنها فعلت ذلك بغية ألا يبخل عنها بأي شيء قد يفيد أمام أسئلة الأستاذ الدكتور
ودخل بعدها لنفس المريض طالب متفوق و لكنه من أسرة بسيطة ظل يدخر الأموال لهذا اليوم الى أن أعانه الله و جمع المبلغ المتفق عليه و اذ بالمريض يأبي عليه المعلومات الا اذا دفع مثل زميلته معللا ذلك ( أنت لما تتخرج و تفتح عيادة هتكسبهم في يوم ) و أمام عجز الطالب أعطاه المريض معلومات خاطئة و تسبب في ضياع درجات اللجنة
هل جزاء هذا الطالب قلة حيلته و ضيق يده ؟ و هل جعلت الكليات الحكومية للأغنياء فقط ام صارت جامعة حكومية مخصخصة ؟ هل لا يوجد أسلوب لتقييم الطلاب سوي المريض المحترم و المال ؟
لماذا لا توفر الجامعة مرضي عاديين من العنابر التي يذخر بها المرضي في المستشفي و يقف الأستاذ الدكتور بجوارك و يكون التقييم علي أساس طريقة الطالب مع المريض و مع الأسئلة أيضا ؟ ولكن تظل الحجة الأزلية ( معندناش عياننين يكفوا و عندهم كل الأمراض اللي عليكو )
وبدلا من أن تكون 3 لجان كل لجنة ب 60 درجة يقسموا الي 6 لجان كل لجنة ب30 درجة ليس كل مريض لابد أن يكون مريض بمرض مزمن و ليس شرطا أن يكون مطابقا للكتاب و كم من أخطاء ترتكب بسبب قلة خبرة الأطباء أو عدم احتكاكهم بالعدد الكافي من المرضي
نسأل الله العلي العظيم أن ينتصح أولو الأمر و من لهم سلطة التغيير بما تقول و حسبنا في ذلك نيتنا فيما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) لا خير فيهم ان لم يقولوها ولا خير فينا ان لم نسمعها )
وقوله صلي الله عليه وسلم : "ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة