الأحد، 15 أبريل 2012

مبادئ المدينة الفاضلة








المدينة الفاضلة أو ( بالإنجليزية : Utopia)
مصطلح ومفهوم فلسفي , أغلبنا سمع به أو قرأه ويطلق على المكان الذي يبدو كل شيء فيه مثاليًا ولا توجد فيه أي نوع من أنواع شرور المجتمع كالفقر والظلم والمرض ..
وهو مأخوذ من أفكار أفلاطون
في كتابه ( الجمهورية ) و كثير من الكتب تطرقت اليه , ولن أتطرق الي معناه أكثرمن هذا لكي أبدأ فيما دفعني للكتابة عنه وهوللأسف الاستخدام السلبي لهذا المصطلح في زمننا هذا !!!

فكلنا نتفق ان لكي يعيش الانسان حياة سوية فلابد ان تكون هناك مبادئ - لا يختلف عليها - هي التي تصحح مساره دائما وتوجهه حين ينحرف ولكن للأسف في زمننا هذا عندما يكون أحد الأشخاص متمسكا بهذه المبادئ ويدافع عنها ويحاول قدر استطاعته السير علي تنفيذها , يعارضه الأغلبية من الناس لمجرد أن أحد هذه المبادئ تتعارض مع مصلحة أو غرض شخصي !!!!

و تتكرر أشكال الاستنكار ويستخدمون في الغالب مصطلح (
المدينة الفاضلة ) لتأكيد كلامهم وأن مثل هذا الأسلوب والنهج في التمسك بالمبادئ ما هو الا نوع من المثالية انتهي زمنه بل ان بعضهم يزيد علي انه من الأساس ما هو الا في الخيال !!!
ولأني بكل أسف رأيت مثل تلك المواقف فأحب أوجه بعض الكلمات ورسائل لثلاث أنواع من شخصيات البشر :
أولا : من يستنكرون الأمر- تقريبا كليا - وهو أيضا من النوع الذي يعتبر الامر من الأساس ما هو الا في الخيال, وردا علي قولهم ان تلك المدينة الفاضلة ستتعارض مع فائدة و منفعة و قد يفقدها

فأقول لهم ان " المبادئ لا تتجزأ "
وأذكرهم بالحديث الشريف :
" من
أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس
ومن
أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس "

وأذكرهم أيضا القاعدة الشرعية الشهيرة التي تقول :
" درء المفاسد مقدم علي جلب المنافع "


ثانيا : لمن يتردد في التمسك بالمبادئ لقلة ساكني تلك المدينة الفاضلة والتي قد تخلو اصلا من الناس في زمننا هذا
فأذكرهم بمقولة الامام علي – كرم الله وجهه - :

" لا تستوحشوا طريق الحق لقلة السالكين فيه ."


ومقولة ابن الجوزي :
" إن مشقة الطاعة تذهب ويبقى ثوابها وإن لذة المعاصي تذهب ويبقى عقابها "

وأيضا مقولة مصطفي كامل :
ان من
يتهاون في حق من حقوق دينه او امته و لو مرة واحدة يعش ابد الدهر مزلزل العقيده سقيم الوجدان


ثالثا : بالنسبة لهؤلاء الصامتين مع علمهم الكامل بمن معه كل الحق , يريدون بذلك ان يمسكوا العصي من نصفها ( عايشين في المدينة الفاضلة و في نفس الوقت مش عايشين ) ومهما اختلفت أسباب صمتهم الشنيع أقول لهم أن :
" الساكت عن الحق شيطان أخرس "

" من لا يقدر علي جمع الفضائل فلتكن فضائله ترك الرذائل "
ولاشك ان السكوت عن الحق رذيلة

و
مقولة مارتن لوثر كنج :
" أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون علي الحياد في اوقات المعارك الأخلاقية العظيمة "

وايضا مقولته :
" لست فقط مُحاسبا علي ما تقول , أنت أيضا مُحاسب علي ما لم تقل حين كان لابد أن تقوله "

وأخيرا وليس اخرا
رسالة ليس فقط للشخصيات الثلاثة بل لكل الشخصيات وهوحديث الصادق الأمين سيدنا محمد ( ص ) :
من لا يقدر على جمع الفضائل , فلتكن فضائله ترك
((( يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر. )))
اعلم اني قد اطلت من الكلام اللاذع , لكن لكثرة انتشار مثل هذا الامر في زمننا و أحيانا نقع فيه دون ان ندري فكان لابد ان اكتب بذلك الأسلوب لأعظ نفسي قبل أي أحد .

استقيموا يرحمكم الله .

بقلم : محمد عبدالعال