الاثنين، 19 سبتمبر 2011

اشتقت اليك يا قرطبة



كانت اوروبا في ظلام حالك بينما قرطبة تضيئها المصابيح و كانت اوروبا غارقة في الوحل بينما قرطبة مرصوفة الشوارع )

هذه الكلمات لمؤرخ وطبيب أمريكي هو ( فيكتور روبنسون ) و الحق ما شهد به الأعداء فكا وصفه في عبارته هذه أقل بكثير مما كانت عليه هذه المدينة العظيمة

فلم أصدق عندما قرأت أن قرطبة كان تعدادها نصف المليون نسمة لا يفوقها عددا الا مدينة بغداد العاصمة الكبيرة

و لم أتخيل أن مدينة في القرن الثامن و التاسع قد تحوي أكثر من 400 ألف كتاب و عدد مكتباتها تجاوزت السبعين ( أعتقد أن هناك مدن مصرية الآن و محاقظات كاملة لا يوجد بها نصف هذا العدد من الكتب و المكتبات )

فهل بلغت حضارتنا الاسلامية من رقيها و تقدمها أن مدينة واحدة و ليست هي عاصمة الخلافة تحوي ألفي قصر على أحدث طراز العصر و هم من ابتكروا الزجاج المعشق ... في الوقت الذي كانت فيه اوروبا تغرق في بحار الجهل حتى أن هارون الرشيد عندما بعث لملك فرنسا ساعة رملية تعمل بالبندول قام بتحطيمها ظنا منه أن البندول يتحرك بشيء من مس الجن !!!

أعتقد أنني لو كنت خيرت بين زماننا هذا و زمن قرطبة لاخترت قرطبة بلا شك حيث رفرف العلم الاسلامي على الأندلس سبعة قرون متتالية و لولا التهاون و التفرق لكانت اسبانيا الآن دولة اسلامية عميقة الجذور

نعم أشتاق أحيانا لهذا التاريخ .. أشتاق لبغداد و مكتبة دار الحكمة .. أشتاق لرؤية حلقات الامام أبي حنيفة الفقهية ... أشتاق للقيروان و طنجة و ايام عقبة العظيمة و بالتأكيد أشتاق للأندلس .. الى طليطلة و قرطبة و غرناطة التي شهدت آخر أيام الربيع العربي في 2 يناير

و يا له من ربيع !!!!