فراغ دستوري
نعم هي تلك الحاله التي تمر بها مصر في هذه الفتره من تاريخها منذ أن تخلى الرئيس السابق عن الحكم وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحه بإداره شؤون البلاد حيث قام
الأخير بتعطيل العمل بالدستور واستصدر إعلانا دستوريا بموجب الإستفتاء الشعبي.
ورغم ذلك فنحن نعيش حاله من الفراغ الدستوري.
لكن هل نحن نعيش هذه الحاله فقط من يوم 11/2/2011
اقصد نحن كمصريين كأفراد وكمواطنيين عاديين بغض النظر عن نظام الحكم وإداره شؤون البلاد؟
لو نظرنا إلى انفسنا كأفراد وكمواطنيين عاديين نجد أن كثرا منا يعيش حاله من الفراغ الدستوري والتي قد تمتد في كثير من الأحيان من يوم ميلاده حتى يوم وفاته.
.
.
.
إذا عرفنا الدستور على أنه مجموعه من المبادئ والقوانين والأعراف الحاكمه للجماعه من الناس حتى تنتظم شؤون حياتهم.
فهل فكر أي منا أن يضع لنفسه مبادئ وأسس يسير عليها في حياته لا يتعداها ولا يتجاوزها ويتفانى في سبيل تحقيقها والعمل على تنفيذها.
أحسب أننا لو تعلمنا هذا المنطق في صغرنا ما إحتجنا يوما لمثل هذا الجدل الثائر حول الدستور وماهيته في هذه الأونه.
إن شخصيه الفرد هي التي ترسم ملامح المجتمع والمبادئ التي ينشأ عليها الأفراد هي التي تحدد ماهيته.
قد يجتمع الساسه والمفكرون وصفوه المجتمع ليضعوا دستورا أقل ما يوصف به أنه مثالي لكن هل تربت نفوس أفراد هذا المجتمع على إحترام مثل تلك المبادئ التي يقوم
عليها الدستور والإلتزام بقوانينه وأعرافه.
.
.
.
إذ كنا قد نادينا مرارا وتكرارا "بالعدل"بإعتباره أهم مبدأ دستوري تقام عليه الدول وتستقر به الأنظمه "فالعدل أساس الملك"
هل حاول أي منا أن يطبق هذا المبدأ في حياته؟ هل حاولنا أن نطبق العدل مع أنفسنا بين أهلينا ومع جيراننا........
هل سألنا أنفسنا ذات يوم هل تعديت على حق أخ لي في الوطن؟ هل سلبته حقه بقصد أو بغير قصد؟
هل حاسبنا أنفسنا قبل ان نحاسب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
"إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون"
.
.
.
وإذا كانت أبسط تلك المبادئ الدستوريه هو حق "المواطنه"وأننا جميعا شركاءفي وطن واحد...
فأنا لا أعتبره حق بقدر ما هو واجب فلوطنك عليك حقا....
قد نكتب في حب الوطن مجلدات ونؤلف لأجله أجمل الكلمات مصحوبه بأعذب الألحان التي تدمع لها العيون حبا في هذا الوطن!!!!
ولكن .. هل فكرنا أن نجعل من هذا المبدأ "المواطنه" حقيقه عمليه نطبقها على أرض الواقع ونزرعها في نفوس أبنائنا وذوينا بالقدوه الحسنه؟؟؟
كم منا حريص على أن يضع مخلفاته في أماكنها؟
كم منا حريص على أن يلتزم بقواعد المرور؟
كم منا حريص على الإلتزام بقواعد السلامه في بيته عمله أو حتى مكان دراسته؟
كم منا رأى منكرا فحاول تغييره على قدر إستطاعته؟
كم منا سعى في خدمه أهل منطقته أو حارته؟
كم منا .. كم منا .. كم منا ..
كم منا عاهد نفسه أن يسخرها في خدمه وطنه أيا كان مجال عمله؟
.
.
.
إن القران الكريم لم ينزل دستورا للدوله الإسلاميه فحسب بل قبل ذلك نزل ليكون دستورا للنفس البشريه!!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
إن صلاح المجتمع يبدأ بصلاح أفراده وقوه المجتمع تنبع من تمسك أفراده بمبادئ وأعراف لا ينكرها إلا جاحد.
هذه دعوه للتريث والتفكير...
دعوه لان يعيد كلا منا النظر في مسار حياته...
دعوه لأن يبدأ كلا منا في أن يسطر دستورا لنفسه...
ولتكن أول مبادئه....
الله .. الوطن .. الإنسان