الأربعاء، 10 أغسطس 2011

عن جمعة (لم الزفت ) كنت أتحدث , و ما أشبه الغد بالبارحة ...





هذه خواطر كتبتها قبل جمعة لم الشمل بأيام , و قد راق لى المسمى الذى أطلقته إحدى صديقاتى ساخطة و هى تقول عنها جمعة لم الزفت , و عندما شاهدنا جميعا ما حدث يومها و ما تلاها من أحداث , ثم ما يعلن عنه منذ أيام قليلة بجمعة حب مصر , أترقب الآن مناقشة جديدة مشابهة لأرى مسمى جديد تطلقه صديقتى على هذه الجمعة , و لا شك أن المسمى سيكون أكثر حدة , كلماتى بين الخطين هى ما كتبته قبلها بأيام :
_____________________________________
________________________
يا سادة الساسة :
-- لقد أعلنت جماعة الاخوان المسلمين ( المحظورة سابقا ) نزولها فيما يسمى بجمعة الاستقرار , مؤيدين فيها
لسادة العسكر واقفين معهم ضد من يلتفون على إرادة الشعب و من يصدرون الأوامر الفوق دستورية , تعلنون النزول لتأييد المجلس و ابتغاء للاستقرار , حسنا أهنئكم يا سادة و أذكركم بأن المجلس لا يحتاج تأييد من أحدكم , و لا ينقصه شىء للدفاع عن نفسه ( كما يردد البعض ) إنما أنتم الراغبون و الضامرون لأمر ما فليسامحكم الله , كما أذكركم يا من كنتم محظورين فى السابق بواجبكم الأخلاقى فى الدفاع عمن شاركوكم الزنازين و هم دونكم سنا و أهدافا ,,, أذكركم فقط و ماتنفع الذكرى إلا المؤمنين .
-- أعلنت أيضا الجماعة الاسلامية ( المدفونة سابقا ) نزولها فيما يسمى جمعة الشرفاء , و أعلنت الاستنفار العام و خلو بيوتهم فى ذاك اليوم سوى من النساء و كبار السن , و ذلك للتصدى للبرجوازيين و العلمانيين و الليبراليين الذين يحتلون الميدان و الذين يعيثون فى الأرض فسادا و منكرا .


-- إنها ليست جمعة للاستقرار و لا جمعة للشرفاء , إنها جمعة الاختلاف , الراكبين للأمواج ذوى النفوس الرديئة الذين إن كانوا يريدون الصالح العام ماكانوا تباهوا و تفاخروا بالفرقة و البيانات الفردية التى تصدر واحدا تلو الآخر , جمعة المتخاذلين الذين تعلوا أصواتهم فى أى شىء سوى الحق , الحق الذى يفرضه علينا الواقع و الزمن , حق من قام و ضحى و مات من أجل ثورة لاسترداد الأموال و الحقوق , ثورة التغيير و ليست ثورة للعودة الى الاستقرار ,,, كنا نعيش فى أمان فى عهد المخلوع ما دمنا بعيدين عن قول الحق و ما دمنا مشغولين فى طاحونة الحياة , عجبا لكم يا من كنتم تشذون عن الأمان الذى كان ينعم به الشعب فى السابق , و عندما قمنا للتغيير تطالبون أنتم بالاستقرار .
-- أذكركم و نفسى بأن ماقام يسمى ثورة , ثورة قام بها شباب يدب الحماس فى قلبه و يريد أن ير التغيير و القصاص قبل أن يشيب رأسه , , و من يتواجد فى الميدان منذ 8 يوليو لا ينادى إلا للثورة و استكمال ما بدأناه, حتى و إن كنت أرى التهور و العصبية هو سمته , لكن هذا لا يشفع لكم يا سادة الساسة نزولكم دون أى ذكر لمطالب الثورة و حقوقها الواجب تنفيذها , مرة أخرى أكررها مرتين فى أقل من شهر و أقولها لكم : تبا لكم جميعا .
____________________________________________________

هذا ما جال بخاطرى وقتها , و لم أضف أى تعديل بخصوص البيانات المتفرقة , و لم أذكر ماجرى بخصوص الاجتماع على مسمى و بيان واحد , ثم التهرب من البيان المؤيد للمجلس العسكرى و غيرها من الأحداث , أردت فقط أن أسجل ما جرى وقتها و بأمانة ,ليكون هذا الكلام توثيقا للتصريحات الرنانة التى نسمعها و تتغير آلاف المرات , و بالتأكيد أمانتى فى عرض الكلام أتحمل مسؤوليتها أمام الله , و ما أذكره فى رأيى المؤيد أو المعارض قد أصيب و أخطىء فيه بلا شك .

أما بخصوص ما نشهده فى تلك الأيام من الإعلان عن مايسمى بجمعة (حب مصر) , فلن أعلق كثيرا , و لن أشجب و أسب و ألعن كما فعلت فى الجمعة السالف ذكرها و ذلك لأنه لا فرق فيما يحدث و لا اختلاف فى المواقف , ولكنى لن أكتم رأيي فى أن ما سيحدث الجمعة القادمة ليس سوى رد فعل لما حدث فى جمعة مصر الاسلامية , فقد بدأها الاسلاميون , و سيكملها من بعدهم الذين لا يريدون لهذا الوطن سوى الخراب و الدمار , فها قد بدأ السباق , و الفوز لمن يملك الحشد الأكبر , و الفائز بالطبع هو الذى سيدخل المعركة الثانية (الانتخابات ) مزهوا بنفسه و بانجازاته و بأعداده ,
و أما بخصوص توقعاتى المتشائمة دوما , فأنا أرى أنهم ( أى الاسلاميون ) سيحالفهم الحظ فى تلك اللعبة التى لاتمت بصلة لما قام و أسميناه ب ( ثورة ) , و ذلك إما بتخطيط منهم و إما من عند الله الرازق الواهب , سيفوزون ليس فقط للأعداد التى نزلت , و إنما لأن من سينزل في حلبة السباق الجمعة المقبلة سيكونون قلة قليلة ممن لا ينتمون لا لليبرالية و لا للفئات ( الغير اسلامية ) لأن المشهد لا يعد سوى سيناريو ضعيف هزلى لمسلسل الفرقة و الشتات و لأن من يريد لمصر الخير من غير الاسلاميين لن ينزل ,و لكن المقارنة سوف تكون بين الاسلاميين و أعدادهم و غير الاسلاميين و أعدادهم , و مع هذا السيناريو السخيف ستحسب للاسلاميين تلك النقطة .
من المهم أن أذكر أننى لا أنكر للاسلاميين حشودهم و تواجدهم , و لم أخترع هذا السيناريو لأبرر لغير الاسلاميين أعدادهم القليلة , بالطبع لست بهذا الغباء , ومن المهم أيضا أن أذكر أننى لست ببرجوازية و لست بعلمانية و لست بأى شىء قد يتوارد لذهنك ( صدق أو لا تصدق ) و أنى أكن للاتجاه الاسلامى كل التقدير و الاحترام و (التأييد ) , لكنى أرى أن ماحدث يوم اعتلاء الأعلام السعودية أرض الميدان , و ما سيعتليها فى الجمعة القادمة ليس سوى هرج و مرج و سخافة بلا حدود , و ستأتى بنتائج غير مرضية للاسلاميين فى انتخاباتهم المقبلة على عكس ما خططوا , أرى أيضا دخول لعبة (ورينى عرض أكتافك ) فى غير ميعادها ليس سوى تعطيل و إزهاق لروح الثورة التى أصبح من النادر جدا الحديث عنها حين يقترب ميعاد الجمعة الأسبوعى بعد الاعلان عن بدء السباق ...