الاثنين، 15 أغسطس 2011

محاضرات أسبوع الهنا





في البداية احب اوضح ان هذه الذكريات ليست للاحباط ولا لاثارة مشاعر التشائم علي الاطلاق لاني لا احبذ هذه المشاعر ابدا و لكن الغرض منها والله يعلم النية هو ابراز بعض المساوئ و العقبات التي تظهر امام الطلبة الجدد بكلية الطب و محاولة ازالتها و تغيرها او علي اقل تقدير مفادتها و تجنبها , و العلم بالشئ افضل من التفاجئ به


احب ان اتحدث هنا عن الفترة الاولي( تقريبا اول اسبوع ) التي يعيشها الطلبة الجدد في كليتنا الحبيبة خلال المحاضرات ( اما السكاشن لها كلام في مرة اخري ) .......
ففي اليوم الاول نجد الطلبة الجدد و علي وجوهم الابتسامة العريضة و براءة الاطفال و قد استبدلوا الزي المدرسي الموحد اللون الذي تعودوا عليه بالوان مختلفة علي اهوائهم , و طبعا نري علي اكتافهم البالطو الناصع البياض , ويحاول هؤلاء الطلبة اسكتشاف هذا الصرح العلمي ومعرفة المكان المخصص لتلقي العلم و اخذ ما يسمي محاضرات .
و بعد بحث يجدون المكان و هو مدرج كبير قديم امام كلية الصيدلة كان مخصص لكلية الحقوق سابقا ( و لكن الان تم تجديده و الحمد لله) و يبدأ المدرج في الامتلاء الي ان يصل اخره ( واظن ان هذه من الفترات القليلة المعدودة التي يمتلئ فيها مدرج الكلية بهذا الشكل )
و تستمر الاحاديث بين الطلبة المختلفة مدة من الوقت الي ان يدخل عليهم الدكتور فيعم السكوت و تتوجه الانظار كلها لهذا الشخص الذي سيحل محل الاستاذ سابقا
;) ;)
غالبا يكون هذا الدكتور رئيس قسم مادة من المواد التي ستدرس لهؤلاء الطلبة في سنتهم الاولي و بعض الطلبة يكون عندهم خلفية بعدد هذه المواد و بعضهم يعرف اساميهم و لكن الغالبية لا يعرف شئ و هذا العادي لان لم يكن هناك اي كورس تأهيلي من جانب الكلية
المهم , يبدأ الدكتور في الكلام و هنا نلاحظ اختلاف الطريقة باختلاف شخصية هذا الدكتور :
- فبعض الدكاترة يتكلم بلطف و سلاسة متفهم طبيعية الموقف و حداثة هؤلاء الطلبة و يتحدث عن مادة القسم الذي يرأسه و يحاول ان يعرف الطلبة محتواها بطريقة سريعة شاملة .... و لكن قليلا ما يصادف الطلبة هذا الصنف من الدكاترة

- والبعض الاخر من الدكاترة تقريبا الطلبة لا تفهم منهم شئ غير انه تقريبا رئيس قسم لماده مقررة عليهم هذه السنة و اسمها ( مش عارف ايه ) و هذا لانه للاسف لم يراعي موقف هؤلاء الاشبال و بدأ الحديث في صلب مادته دون اي مقدمات
و بعد عدة محاضرات في ايام متوالية يعرف هؤلاء الطلبة اشياء بسيطة عن المواد المقررة عليهم لا تتناسب ابدا مع الكم المهول الذي تم تدريسه من قبل الدكاترة , يعني نذكر علي سبيل المثال لا الحصر
الاناتومي ( علم التشريح و الاجنة) من اكثر المواد شهرة بين الطلبة و كيف لا و اعتقادهم انهم حين يدخلون الطب و اول شئ سيجدونه المشرحة و الجثث و الذي منه و لكن في المحاضرات شئ مختلف, لانه كلام نظري بحت و لهذا تحتاج لشرحها لرسومات توضيحية كثيره و سهلة و لكن للاسف معظم الدكاترة ينقصهم هذا (واستعجب فعلا من هذا خاصا في تلك المادة) فهم اما يقدمون للطلبة رسومات معقدة منقولة من مراجع دون فك طلاسمها او يكون معهم رسومات سيئة جدا بخط اليد و لهذا يجد الطلبة صعوبة بالغة في فهم ما يقال و تطبيقه علي ما يوجد في الرسومات المفروض تكون توضيحية .
ده غير طبعا الالفاظ الجديدة و غير مألوفة التي تتميز بها هذه الماده خاصا من اتجاهات و موقع اجزاء الجسم المختلفة مثل
proximal – distal – cronal – sagital, superior, inferior... etc و للاسف يستخدمها الدكاترة كثيرا في الشرح و كأنها شئ متعارف علية بين الطلبة .
و لهذا قد ينتهي الدكاترة من الانتهاء من شرح بعض البرانشات من هذه الماده و مازال الطلبة تحاول جاهدة ترجمة الالفاظ اللاتينية العجيبة و يبقي كويس انهم عرفوها
الفسيولوجي ( علم وظائف الاعضاء ) في البداية يحس فيها الطلبة انهم يسترجعون بعض المعلومات التي درسوها في ثانوي مع التوسع طبعا
ولكن يوجد ايضا مصطلحات جديدة و تحتاج لترجمة , و بالاضافة لهذا ان الشرح في هذه المادة يتم في جميع فروعها تقريبا من البداية و هذا يشكل عبء علي الطلبة لان هذه الفروع مختلفة و كثيرة و عندما ترجع للفرع الذي بدأت به اول محاضرة يكون مر وقت ليس بقصير فلا يسترجع منه شئ .
وأيضا تحتاج هذه المادة خاصا لاسلوب هادئ في الشرح مع ذكر امثلة لانها تحتاج لتركيز و فهم عال و لكن للاسف اغلب الدكاترة بشرحون بسرعة غير مراعين ان هذه المرة الاولي لهؤلاء الجدد لسماع هذه المعلومات
ولهذا قد يتم شرح الكثير من الفروع دون فهم اشياء كثيرة منها
البايو يحس الطلبة انها عبارة عن امتداد لمادة الكيمياء التي درسوها في ثانوي و لكن التفاعلات تحدث هنا داخل جسم الانسان و لما لا وهي ماده من مواد الطب البشري
المشكلة في دكاترة هذه المادة خاصا انهم في الشرح يقدمون علي
(data show)s نسخة طبق الاصل من الكتاب او احد المراجع و يقرأونها كما هي !!!!!!!!!
و كذلك يستلزم ان يكون في هذه المادة الكثير من المعادلات الكيميائية و هذا شئ بديهي لانها كما قلت ماده تتحدث عن التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل جسم الانسان و لكن تكمن المشكلة في رموز هذه المعادلات التي تحتاج للشرح و هذا للاسف من الاشياء التي لا يفسرها الدكاترة بالقدر المطلوب و طبعا يترتب عليه عدم فهم المادة بشكل كبير
الهستولوجي ( علم الانسجة ) هي الصراحة مادة غير لذيدة بالمرة يلاحظ الطلاب انها تتحدث عن خلايا الجسم تحت الميكرسكوب و يلاقي الطلبة صعوبات فيها من اسماء صبغات و احجام مختلفة لمكونات الخلايا و كلام الصراحة خيال علمي مقارنة بالشرح الموجود.
هذا غير ان المادة تستلزم علي الطلبة ان يرسموا بأيديهم و هذا ما يجده الطلبة صعب لان يا اما الرسومات غير موجودة بالكتاب او لو موجودة تكون في كتاب اخر مصورة من احد المراجع لا يستطيع الطلبة فك التعقيدات التي بها لكي يرسموها بأنفسهم .

نستخلص ان هذا الاسبوع الاول يكون بمثابة متاهة بالنسبة لاغلب الطلبة , ففي حين تكون الطلبة مازالت تحاول جاهدة لمعرفة اسماء المواد المققرة عليهم في سنتهم الاولي و محاولة استكشاف المصطلحات الجديدة المنتشرة في كل منها , تكون الكلية قد انتهت من شرح كم كبير من المنهج دون اي اعتبار لهؤلاء المساكين الذين يفاجئون فيما بعد بمرور الايام سريعا و دخولهم اول امتحاناتهم ( الشيت كما نقول علية نحن الاطبة ) وهم تقريبا غير مؤهلين تماما و لا يعرفون سوي بعض المصطلحات بالكثير
طبعا ده غير ان مصدر المذاكرة الا وهو كتاب الوزارة ( كتاب الكلية اقصد ) يأخذ مدة طويلة حتي يستلمه الطلبة قد تزيد عن شهر في بعض المواد ( و استعجب فعلا من طول هذه المدة كأنهم يطبعوا كتب جديدة من الاول مع انها لا تختلف عن سابقتها من العام الماضي فلماذا هذا التباطؤ) و طبعا يزيد هذا الوضع الطين بلة .
وحتي حين استلام هذه الكتب للاسف يكون اسلوب الكتابة بها و عرض المعلومة غير لطيف بالمرة و لا يتناسب بتاتا مع طلبة عمرهم لا يتعدي اياما قليلة في الكلية و الغريب ان هذه الكتب تقريبا هي نفسها الكتب التي يستخدمها طلبة
post graduate
فكيف يعقل مساواة فكر و استيعاب هؤلاء بهؤلاء .
و كل هذا يؤدي الي بحث الطلبة عن مصدر اخر يستطيعون من خلاله فهم مجريات الامور حولهم فلا يجدون امامهم غير الكورس الخارجي المتمركز غالبا في ( مجمع عمر بن عبد العزيز )
ومن الواضح ان الشئ الوحيد الذي تم استعابه بشكل كبير في هذا الاسبوع الاول من قبل اغلب الطلبة بالكلية الا وهو الكوبري ( و اكيد هذا له لقاء منفصل فيما بعد اذا لم يكن عدة لقاءات
;) ;) )

بقلم : محمد عبد العال