السبت، 6 أغسطس 2011

موضوع يكاد يكون .... ممل :( :(



و الله كمثال جيد للنقطة التى انا بصدد طرحها ، موضوع بيتكرر كل سنة و في نفس الميعاد و نفس الظروف...و حاجة معروفة جدا و هي ما يصاحب الصيام في رمضان من ( تعب، دوخة ،هبوط......الخ )...لحد دلوقتي الكلام كله معروف مش كده ..حلو اوي ، ليه كل ما حد يكلمني يحسسني ان البشرية كلها مدينة له بالصيام ده و كم يضحي بملذاته و كم هو مجهد وكم و كم  وكم !!!!!! ولا وقمة الاستفزاز لما الشخص اياه يكون مندمج في حديثه و يقول انه يظل بلا اكل من الفجر( ويضغط على مخارج حروفه بشدة ) وحتى المغرب.....طبعا لا تحاول الرد لان اصلا كل كلماتك هربت من عقلك امام هذا السخف المبالغ فيه .....و بالتأكيد لن نفوت الشخصية المدخنة من حسابتنا و الجملة المكررة التي يتداولونها فيما بينهم كال(برشام) حين يقول لك شخص مدخن و يا حبذا ان كان متدني التعليم بالنص :
"باجي الساعتين بقى اللي قبل المغرب دول  وبكون ايه...خلاص بقه.."
طبعا لن تجد في نفسك الشجاعة الكافية لتسأله عن حالته وقتها الرجل كان واضح في كلماته حين قال " بكون ايه .. خلاص بقه " على حد تعبيره و يا ويلك يا سواد ليلك لو حاولت اقتحام عقله الصغير و تفهمه معلومة من نوعية ان السكر بيقل في الدم قبل الفطار و ان الانسولين بيفرز بعد الفطار و اي من الحالتين يسبب الدوخة المزعومة....لانه لما هيصدق و يعلن عن نفسه كمريض سكر ( سلوكيات و موجودة  ...نقول ايه !!!!)
مما لا شك فيه اني مش مصدع دماغي و دماغكم عن ارهاصات ما قبل و ما بعد الافطار عند المواطن المصري البسيط  ..و لكن تستوقفني نقطة اننا نعيد سرد المواضيع مرارا و تكرارا و يا حبذا ان كانت مواضيع ليست مهمة البتة و نكون بنكرمها لو قلنا تافهة ..نعيدها على مسامعنا و كل مرة نضيف عليها بعض اللمسات و التفاصيل الجديدة التي تعيد احياء اهمية تلك المواضيع بداخلنا...نكررها كثيرا لدرجة اننا نندمج معها كليا و كل من يتعرض لها تصبح مسألة شرف و كرامة بالنسبة لنا....نسردها بشغف مبالغ فيه حتى ان كل من يستوقفنا اثناء سردها او يبدي اعتراضه هو انسان لم ينضج و لم تصل خبراته في الحياة لفهم مثل تلك الأمور العميقة التي نحكيها....
تبادرت لذهني الآن مقولة لأفلاطون و في الواقع لا أدري مدى تعلقها بالنقطة التي اعرضها و لكن كان يقول " ان الرجل الحكيم ليتحدث لأن لديه شيئا يقوله...أما التافه فيتحدث لأنه يريد أن يقول شيئا .."
تخيلوا الموضوع ده قديم من أيام أفلاطون و حتى الان لم نقوم من أنفسنا...يا ريت نبطل نعيد و نزيد في الكلام ...و التكرار عمره ما بيعلم(.....) ده مقولة مغلوطة !!! ... أنا متأكد تماما اننا لن نتقدم قيد أنملة الا اذا لفظنا تلك التوافه من الكلام و انشغلنا بالمنطق السليم للتفكير و التخاطب،  لازم نعرف ان كل حوار خلص و لم نستفد منه شيئا انه كان وقت ضايع مش اكثر، وليس بالضرورة انا نستفيد معلومات فحسب من بعض لا أبدا و الله ممكن الافادة تكون قيمة اخلاقية او حتى طريقة لبقة في النقاش ممكن تكون اكبر مغانمنا من حوار و ان قصرت مدته....و يا ريت نسأل نفسنا دايما قبل النطق بأي كلمة عن مدى قابلية الشخص الاخر لسماعها و هل صدره سيتسع لها ام لا ....؟؟؟ كم من حوارات و نقاشات جادة و قيمة جدا اجهضت لاسباب بسيطة على غرار عدم تحري اللحظة المناسبة لطرح الموضوع...
و في النهاية خلينا افضل من الزعيم الكبير سعد زغلول ...حين قال  " مفيش فايدة " لا أنا بقول " لسه في أمل ..لسه في أمل " .